
في رحلة البحث عن الحب
بقلم : أم مصعب



الحب، الحنان،الرعاية...هي إحتياجات المرأة الطبيعية، فمن البديهي، في غياب من يوفّرها من الأهل أو الزوج ،أن تبحث خارج هذا الاطارعمّن يلبّي حاجياتها .لكن هل هذا يفسر وجود عدد من الشركاء في حياتها، وإن كانوا يستترون تحت رداء- الصداقة البريئة -؟
الحب إحساس حي يسعد الإنسان و يزداد و ينمو بالنكاح
يعرف الدكتور طارق الحبيب ،مدير مركز مطمئنة، "الحب بكونه حالة انفعالية يحياها الإنسان تدخل دون أن تقرع ذلك الباب،دون ان تستأذن ،حالة مهما كان الإنسان راقيا،مهما كان ذكيا ،أو حتى متقيا...فلن تستثنيه بل ستطرق بابه .وخصوصا في المجتمعات المفتوحة أو الشبه مفتوحة التي –حتما- يحتكّ فيها الذكر بالأنثى و الأنثىبالذكر .
قد نجد امراة لا حول لها ولا قوة ، تستطيع أن تجد لها مكانا في قلب رجل يبلغ ما يبلغ من القوة فتحرك فيه مشاعر الحب وتجعل منه المحب الذي تتلاشى قوته امام انوتثها .وقد نجد امرأة ،هي ما هي في المجتمع،ذات مركزونفوذ ،وسلطة وجبروت، يتسلّل الى قلبها ،عامل بسيط، لا يساوي شيئا في ميزان مجتمعها، فيخترق شغاف قلبها و يقلب الموازين والحسابات فيصبح في عالمها اكبر من كل نفوذ واعظم من كل سلطة واهم من كل مركز.انه الحب الذي لا يعترف بالقوة او بغيرها ، بل يبقى خبرة تراكمية، في تعريف الصورالمناسبة للذكر في حس الأنثى، وخبرة تراكمية في حس الذكر في تعريف الأنثى التي تتثيره.
الحب ...يبدأ بالارتياح، أنا أرتاح لسماع صوت هذه المرأة، ثم ينتقل الى الميل للسؤال عنها، ثم يتحول مع الوقت الى ..حـــــــــــب. هذا المسمى حبّا ، قد يكون عشقا عندما يبدأ مبكرا عند المراهقين "
. العشق حسب الدكتور طارق الحبيب،" هي حالة توترية عند المراهق، أكثر مما عند الكبار، تقوم على التعلق بمظهر المحبوب لا بجوهره،تتميّز بخفقان كبير ،ثم بالتعلق، وبالتفكير وهو أشبه ما يسمى بالحب الرومانسي،ومثال للحب الرومانسي : أنظر الى عيني فلان الواسعتين، أنظر الى كتفيه.... أما الحب الناضج: فأنظر كيف هذا الإنسان يفكر، أنظر كيف يتعامل مع الأمور، أي أن هنا الحب بناءا على المواقف،
أما الأول فبناءا على ظاهر ذلك الإنسان ولكن كلما اقتربت منه كان أجوف ، لكن مقياسه هو المظهر الخارجي.هذا هو الحب الرومانسي بأول علاقة ينتهي ذلك الحب ، أما الحب الناضج فبالمعاشرة الزوجية يزداد و ينمو."
العلاقة بين الرجل و المرأة حسب المنظور الشرعي
من المؤكد أن ضحايا الاختلاط والعلاقات الفاشلة في بحث مستمر عن حلول لمشاكلهم. لكن قبل التكلمعن الحلول، تجدر الإشارة إلى أن مسألة العلاقة بين الرجل والمرأة، هي مسألة إنسانية محظة، ومما لا شك فيه ،أن الشرع الذي هو منهاج حياة الفرد والمجتمع، نظم هذه العلاقة؛ذلك بأن الذي خلق الإنسان ،بما فيهالذكر والأنثى، أعلم بتركيبة كل منهما. وقد لا توجد صعوبة في معرفة هذه القوانين، أو مطالعتها أو ربما حتى الإقتناع بها .لكن ما قد يختلف فيه الكثيرون ،هو تطبيق ما جاء به الدين الإسلامي ،لأن ذلك يستلزم الإيمان بالله والثقة بأن ما أمرنا به ، فيه مصلحة لنا بالدرجة الأولى.
فيما يلي ترتيب لبعض النصائح المنقولة عن أحد المواقع التي تهتم بقضايا الشباب الني أرجو أن تفيدكل فتاة تعاني من الفراغ العاطفي:
- لا تيأسي أبدا واعلمي أن هذا ا بتلاء من الله، وامتحان لك، ليرى ما ستفعلين، فاصبري واحتسبي الأجر منالله.
*أحسني الظن بالله ولا تنظري إلى هذه المشكلة بعيون اليأس والحزن بل أنظري لها بعين العبرة والفائدة. واعلمي أنها تشتمل على فوائد كثيرة منها أن تراجعي نفسك وتصححي مسيرتك .
- قوَّي صلتك بالله، بالذكر والقرآن والدعاء، واملإي قلبك بحب الله والرسول صلى الله عليه وسلم والصالحين. واستعيني به وتوكلي عليه.
- أشغلي نفسك بالبرامج النافعة والإبداع ولا تستسلمي للفراغ القاتل والتحقي بالأنشطة الحسنة وطوري من قدراتك وإمكانياتك . وحاولي إدخال السرور على الآخرين وإسعادهم فإن هذا من أعظم أسباب انشراح الصدر.
- اعتني بجمال نفسك ومظهرك واحترمي ذاتك وطوريها للأحسن بالقراءة و الهوايات المفيدة.
- تفاءلي وانظري إلى الحياة بنظرة حلوة واعلمي أن هذه المرحلة ستزول بإذن الله عما قريب، فتماسكي وحافظي على دينك وخلقك.
- احذري أشد الحذر من اللجوء إلى الصداقات المحرمة، والعلاقات المشبوهة . وتيقني أن هذا الطريق وإن كانت بدايته جميلة، إلا أنها تنتهي بخسارة عظيمة، وخزي في الدنيا، وحسرة وندامة في الآخرة فما عند الله لا ينال بمعصيته، أبدا .. ولا تثقي بأحد مهما أظهر لك من حسن النية ومهما خاطبك بالألفاظ الحسنة وعبارات الحب والغرام
- تواصلي مع والديك وإخوانك، قوِّ صلتك بهم، تحاوري معهم، وأوصلي لهم شكواك بطريقة لبقة ومناسبة، ولا تنتظري منهم العطاءوتقتصري على اللوم والشكوى، بل بادريهم أنت، واعتني باهتماماتهم ومواضيعم مهما وجدتها تافهة..
ختاما ،فإن الحب إحساس جميل و سامي، يرقى بالنفوس، لكن دنّسته الصورة التي رسموها له...فقد زعموا أنه يبقى ويدوم و الزواج يخنقه.. سمّوا الخيانة الزوجية حبّا، و سمّوا العلاقات المحرمة حبّا،مسميات كثيرة لكلمة "حب"،لكن الحب في الحقيقة،ليس أبداً مشاعر يُنتظر ظهورها، بل مشروع يتم بناؤه، إذ الحب الرومانسي سرعان ما يندثر ، أما الحب الناضج فلا يكبر ولا ينمو إلا بالزواج. أما أنتِ، يا من تعبتِ في البحث عن الحب،ربما فضلتِ الاستمرارفي البحث، وربما فضّلت الانتظار، أو ربما فضّلت الاستمرار في تصديق أكذوبة " أن الحب غير موجود"... كل هذه حلول لن تزيد نفسك إلا إلحاحا وحاجة لملء الفراغ العاطفي، الذي يتفاوت قدره من أنثى لأخرى.
فلنرفق بأنفسنا، ولنصبر على أذى ألحقناه بأنفسنا أولا ثم ألحقته الدنيا بنا. ولْنَعُد إلى الله فعلا لا قولا، ولنزرع العاطفة في بيوتنا بشكل صحيح على نهج النبي صلّى الله عليه وسلّم، و لنتعلم كيف نحب حتى يحبنا الآخرون.


