
أما آن لك أن تعودي؟!
بقلم - الزهراء المغربية

أخية ، ها هي ذي السنون تمـر و أنت على ما أنت عليه، عمل و وظيفة وروتين لا يكسره تجديد بنّاء متيقظ مـنتعش ، أفلا تستشعرين ما أنت عليه من معاناة ؟
وجهك المضمخ بالمساحيق التي تكدّر صـفوه كل صباح ،, حتى تستعدي ليوم مشحون بالعمل و الاستقبالات , زبائن و مجـــاملات و ابتسامات و مصافحات ،
أما أحسست بضيق من زيف اللباقة المصطنعة و تزويق الكــــــلام المعسول ؟
جسدك يشتكي من ملابســك التي ضيـــقت عليه الراحة و الدّعة , تنـــــورة قصيرة تركت للرياح العبث بالساق , و البلوزة الضيقة كشفت ســــتر الصدر وماواراه ,, أما علمت أنك لجسدك عليك حقا , و من حقه التستر عن الغرباء؟
نظرات الغرباء و الذئاب المتخفية وراء قناع القطط الظريفة الوديعة تترقبك كــــل حين وتفترسك ولو وجدت إليك سبيلا ما توانت لحظة في الانقضاض عليك دون رحمة , أما أزعجك ما يرددون عنك من كلام سوء و أنت لاهية غافلة ؟
إنهم بحريتك يتشدقون و وراء استقلاليتك يركضون و لكنه بئس السعي و الركض , فما هم إلا لمتعتهم يريدون و في سبيل إخضاعك لأهوائهم يسعون .. أخدعتك شعاراتهم الرنانة و خطاباتهم الملتوية , أما إنها لسوء و مكيدة لتحريرك من العفاف و الكرامة و الإباء
يوم كله تعب من صباحه إلى مسائه , عمل و مواصلات و دوام و عصبية تخفينها وراء ابتسامة من الصدق شاحبة , و كدر يكسو نظراتك رغم محاولتك اخفاءه كل وقت بتجديد الزينة و الكحل و العطر .. آآه ما أشدها من معصية عند ربك , أنسيت قوله : (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 31 ) النور .
أما أحسست بحاجتك إلى أن تجعلي جمالك لزوجك فقط , يتغنى به و يمدحه , يثني عليك كل حين وحده و لا غير سواه ؟
خدعوك فقالوا أن الحرية تفتح و اندماج في وسط الرجال لا رقيب و لا حسيب, و أن الأنوثة تغنج و دلال في الشوارع و مع الغرباء ,, أما علمت أنهم لك كائدون و على دينك حاقدون و بعفتك متربصون ؟
خدعوك فقالوا أن الحجاب كفن و خيمة , و أن اتّباع الدين تخلف و نقمة , و خدعوك لما أقنعوك بأن أنوثتك في جمال و دلال و ليست في الحياء و الإيمان , و أن طاعتك لزوجك و والدك خضوع و وصاية و ليست قوامة و حماية . أما أدركوا أن الله لمكيدتهم لرادُّ ولسعيهم محبط و لعملهم مثبط ؟
لسنا نريد سجنك في البيت و قمع حريتك و دفن أنوثتك , و إنما نخاطبك بلسان العقل و الدّين , أليس الله شرع لك طلب العلم و العمل ولكن بضوابط و من ضمنها ( عدم الاختلاط و التزام حجابك ) , و دعاك إلى التزين و التجمل و لكن دون إبدائها لمن هم ليسوا بمحارمك ؟
سعادتك في التزام شرع ربك , و حريتك في التخلص من هوى نفسك , و أنوثتك في حجابك و ستر زينتك , ألا تدركين انها حياة واحدة , فلتجعليها في طاعة ربك فهي سبيل سعادتك . أفلا تستجيبين للنداء ؟ !!

فريق مغربية حرّة، مجموعة من الفتيات والنساء بتعدد المواهب، نسعى لغرس المفاهيم السليمة والصورة الصحيحة عن قيم وأخلاق كلّ حرّة.
تابعي مغربيّة حرّة على مواقع أخرى
مجلة مغربية حرّة، هي مجلتكِ أختي الغالية .. تابعي مقالاتنا، قصص كتبناها لك تنبض من قلب المجتمع المغربي، تصاميمنا بأيدي حرّة، تغريداتنا .. وذلك عبر صفحاتنا على المواقع الاجتماعية :